الأحد، 2 فبراير 2014

في ذكرى موقعة الجمل:أيها الساده...أنتم تفتقدون حتى لشرف الطغاه

التالي هو ما كتبته ليلة 2 فبراير وأنا أتابع موقعة الجمل على قناة روسيا اليوم، واحده من أكثر الاوقات الما في حياتي،
أعيد نشره كمساهمتي المتواضعه في أحياء الذكرى، يمكن لما نفتكر نفهم :-)


الحقيقه أنني أجد صعوبة في الكتابة الأن، والأحق أنني أجد الحديث عن أي معاناة خاصة شيئا مقززا بينما يرتعش قلب مصر عاريا نازفا هاتفا صارخا في ميدان التحرير، ميدان التحرير حيث المشهد يبدو كأنما من كون أخر، حيث تمارس (الدوله)- أسميها هكذا تجاوزا حتى أجد لفظا مناسبا- تمارس أقصى حالات العهر والحقاره وأنعدام الرجوله، يقولون أن مصر تشبه تونس؟ كذبوا وضلوا، فلا وجه للشبه نهائيا ما بين مصر وتونس، في تونس تصرف زين العابدين بن علي كطاغية حقيقي، خرج على التلفزيون من البداية وهدد وتوعدوأطلق شرطته بملابسها الرسمية لتصدم بالمتظاهرين يوما وراء يوم، ثم خرج ليتوسل ويستعطف بعد أن أيقن بالهزيمه، وتصرف الجيش التونسي بسياسية أنيقه لا تخلو من مسحة من الوطنيه مع شىء من الأنتهازية الحتميه وحمى المتظاهرين من بطش الشرطه، ثم نحى بن علي جانبا وأعلن ولادة نظام جديد، هكذا بوضوح وأستقامه وشرف لا يخلو منه حتى أعتى الطغاه
لكن مصر تبدو مختلفة كثيرا، الرئيس بكل جبروته وقوته المفترضه يختفي لأيام هو وكل أفراد ما يسمى حكومته وكأنهم تبخروا أو هربوا، جهاز الشرطه بتعداده الذي يتجاوز المليون فرد يتلاشى تماما في اليوم الرابع للتظاهرات، وكأنما أبتلعه ثقب أسود- يذكرني هذا بأختفاء الجيش العراقي أثناء معركة بغداد وحتى الأن-، يختفي بشكل مريب ليتحول لعصابات من البلطجيه والسفاحين- وهو في حقيقته كان دائما بلطجية وسفاحين بزي رسمي- ليخوض حربا عجيبة مريبة ضد الناس لترويعهم وتخويفهم، لينزل الجيش بوجود رمزي مثير للشفقه والقلق، يوم السبت كانت الأسكندريه مبقعة بعدة مدرعات تبدو كأنما مستجلبة من المتحف الحربي أو من ساحة خرده، يحرسها عدد قليل من جنود صغار الحجم كالأطفال مع علامات واضحة لسوء التغذيه، نزل الجيش ليحمي الشعب، نزل الجيش لمنع المتظاهرين من أقتحام مبنى الأذاعة والتلفزيون ورئاسة الوزراء والبرلمان، فعلا نزل الجيش لحماية الجماهير!

لن أطيل
اليوم تحول (الدوله) وسط القاهرة لمزيج مابين ساحة الأستشهاد وما بين الماخور، الدولة بكل جبروتها وقوتها وسطوتها وكل اللغو الفارغ عن قوة وأستقرار وتجذر (الدوله) المصريه، تخشى أن تبدو كدوله فتتنكر كبلطجيه يمتطون أبلا وخيولا في مشهد كأنه مستعار من فيلم هندي ليقوموا بالأعتداء على متظاهرين سلميين إلى درجة مثيرة لوجع القلب، كنت مذهولا وغير قادر على الفهم حتى رايت مشهدا كاشفا، دبابة تقف صامتة وقد أختبأ طاقمها داخلها يتقافز فوقها البلطجيه المشحونون بالتريامادول ويغرقونها بالحجارة وزجاجات الملوتوف وسط سعارهم للوصول للثائرين في التحرير، كانت تبدو كبرميل قمامة ضخم وملوث، تشبه تماما صندوق القمامة العملاق الموضوع بجانب سور محطة مصر، قذرة ومهانة وبلا هدف، كان أشرف لها لو أطلقت النار مباشرة على المتظاهرين، بدل وقوفها الوضيع كعاهرة عملاقة من الفولاذ، الحق أحسست بغصة وشعور أشبه بالشفقة على تلك الدبابة (المصرية) المهانه

من يحذرون من أحراق (مصر) أقول لهم : أطمئنوا فهذه ال(مصر) التي تخشون أحتراقها في الحقيقة لا وجود لها، كنت أظن لسذاجتي أن بمصر جهاز دولة وأجهزة أمنية وسيادية ورجال كبار مخيفون بسلطات عملاقه يقيمون عامود دولة (مصر) الجباره، كنت ساذجا وأحمقا، لا وجود لتلك الدوله، فتلك الأجهزه ليست فاسدة أو قليلة الكفاءه، هي ببساطة لا وجود لها، هي مجرد ديكور كارتوني سخيف وسىء الصناعه، لا دولة ولا أجهزه ولا رجال ولا مناصب ولا شىء، هي بلطجيه يتعاطون التريمادول ويمتطون الأبل والخيول، هذا هو الحد الأقصى لها، وهذا ما يحكمه مبارك وعمر سليمان وصف لا نهائي من أصحاب الرتب والمناصب والفخامة والمعالي، بلطجيه وتريمادول وأبل وخيول عجفاء

أنا هتفت: الشعب يريد أسقاط النظام
شعار خاطىء، فلا نظام لنسقطه، لا شىء هناك لنثور عليه فعلا، لا دولة ولا رئيس ولا وزراء ولا أمن ولا جبروت، فقط بلطجيه وتريمادول وأبل وخيول، نحن نثور لا لأسقاط النظام، نحن نثور لأيجاد نظام، لخلق (دوله) لتعيين رئيس ورئيس وزراء وأيجاد أجهزة و
نحن نثور لأن (مصر) لا وجود لها تقريبا فقد تلاشت عبر ثلاثة عقود ولم يبقى منها سوى البلطجيه والتريمادول والأبل والخيول ودبابة تشبه صندوق قمامة عملاق

الحقيقة أنا اشعر بالأشمئزاز فأنتم يا اصحاب المعالي والرتب وأكوام الألقاب لا قيمة لكم أكثر من قيمة جندي أمن يتحول لبلطجي مخدر، وتلك الدولة لا وجود لها، وذلك الوطن سقط منذ زمن بعيد

الحقيقة أنا اشعر بالخوف، فربما نحن فعلا تحت أحتلال أجنبي ومنذ سنوات طويلة دون أن ندرى، وكيف ندرى ولا وجود لدولة أصلا ولا وجود لوطن

ثوروا من أجل أيجاد وطن، ثوروا من أجل إعادة أيجاد (مصر) التي أصبحت عدما ووهما منذ زمن طويل

الشعب يريد أيجاد النظام