الثلاثاء، 17 فبراير 2015

يسقط..يسقط...حكم العسكر.

يسقط يسقط حكم العسكر،
 ارتفعت الهتافات مشتعلة من الغضب من الحناجر 
المبحوحة بالغيظ والحزن،
الشعب..يريد إسقاط النظام، ارتفع الهتاف متحديا راغبا في الصدام، التاريخ 25 يناير ، المكان : أمام مقابر (المنارة) بالإسكندرية، لكن تلك لم تكن 25 يناير 2011، كانت 25 يناير أخرى، جاءت في ظل انقلاب عسكري دموي ، جاءت ونحن لا نذرع الشوارع بالآلاف معلنين ملكيتنا لها، بل جاءت ونحن نودع جثمان (شيماء الصباغ)، كم فعلنا في 2011 ونحن نودع ضحايا أنتفاضة يناير، شيماء الصباغ الشاعرة والام الشابة، والناشطة السياسية التي لم تخلو من سذاجة وارتباك سياسيين لا تلام عليهما وهي النقية القلب لدرجة الطفولية، فأنى لها الوعي وكبار الأحزاب والحركات السياسية التي نشطت وسطهم يفتقدون لأي وعي سياسي او نضالي، فهم خشب مسندة وبقايا حفرية من أزمنة بائدة، أزمنة ما قبل يناير 2011، شيماء الصباغ هي نموذج لجيل كامل من الشباب كان عليه ان يكتسب الوعي السياسي في الشارع وسط انتفاضة شعبية أغرقت في ألاعيب السياسيين الانتهازيين والإعلاميين المخابراتيين والمثقفين الذين لا يتفوق على جهلهم إلا عمالتهم لأجهزة الأمن، فجاء وعيهم مبتسرا ناقصا لم يكتمل نموه، عقيما غير قادر على منحهم بوصلة للحركة وسط كل هذا الضباب من الأكاذيب والألاعيب، كان الهتاف يعلو مرة أخرى : الشعب يريد إسقاط النظام، يسقط يسقط حكم العسكر، كان الشباب يهتفون مرة أخرى هتافاتهم المقدسة التي مات المئات صارخين بها، ما بين 30 يونيو 2013 وما بين 25 يناير 2015 جرت مياه كثيرة تحت الجسور، مياه مخلوطة بالدماء والأشلاء ورماد الجثث المحترقة غالبا، لم نعد بقادرين على الهتاف بسقوط حكم العسكر رغم انه أزداد وطأة وبشاعة ووضوحا، فالعسكر هم من انقذوا مصر من الإرهاب الإخواني بعد تحالف أستمر منذ يناير 2011 أكتشف العسكر ان الأخوان إرهابيون خطرون فانقلبوا عليهم ، وأسسوا ﻷسطورة الجيش الذي حمى مصر من الضياع ، وقائدة الذي كان على موعده مع القدر لينقذ مصر من الخراب، وهو الذي كان معدودا على الأخوان قبل أنقلابه بأسابيع قليلة.

لكن كل أكاذيب الإعلام وكل هلوسة الصحف المخابراتية لم تكن كافية لتوارى سوأة النظام ، الذي فشل فشلا ذريعا في التعامل مع كل الملفات التي برر أنقلابه بفشل مرسي الإخواني فيها، فلا ازدهار اقتصادي ولا حل لمشكلة الطاقة ولا أستقرار امني ولا سيطرة على المناطق المشتعلة في سيناء، مع عودة آل مبارك للصدارة وتهديدهم نصف الصريح بأن البرلمان القادم ،

سيكون تحت سيطرتهم، وان كبار رجال الأعمال المدنيين لن يقبلوا بموقع التابع لرجال الاعمال الجنرالات

يسقط يسقط حكم العسكر ، يسقط يسقط حكم المجازر، بدئا بمجزرة رابعه والنهضة والحرس الجمهوري، والمجازر الأسبوعية للمسيرات التي يدعوا لها الأخوان ومرورا بمجازر الطلبة والطالبات في كل جامعة بجامعات مصر، ومجازر الجنود الذين سقطوا عزلا عاجزين كالقطيطات الوليدة بلا سلاح في مواقعهم العسكرية بسيناء رغم الميزانيات الخرافية التي من المفترض انها تنفق على التسليح والتدريب ، وصولا لمذبحةاستاد الدفاع الجوي في 8 فبراير الحالي حين تعمدت قوات الداخلية حصر مشجعي نادي الزمالك في ممر ضيق كالقفص وأغرقتهم بالغاز السام والخرطوش لتقتل 22 منهم أطفال وشيوخ في فعل هستيري غير مبرر إلا كانتقام من ( الألتراس) الذين هم صداع دائم في رأس قوات الداخلية ورئيس النادي المقرب من النظام، كان الغضب بعدها في قمته، مرة اخرى ينفتح القمقم لعفريت : يسقط يسقط حكم العسكر، صديق يحدثني عن أغنية شعبيه (مهرجان) تغني الهتاف الداعي لإسقاط حكم العسكر، ها هي تقترب، شعاع ضئيل من الضوء في الظلام الدامس الجاثم على صدورنا ، نحن الذين نحمل في صدورنا نار سيد الهتاف : يسقط يسقط حكم العسكر ، النظام يخسر شعبيته شيئا فشيئا، زعيمه المضحك في قراقوزية خطاباته وتعبيراته و(تسريباته) تحول لمادة للسخريه بعد زيارة بوتين لمصر وصفقة (الرافال) التي لم يشترها احد طوال 20 عاما، فأتى السيسي (ليشتري التورماي) .

يسقط يسقط حكم العسكر

حتى إذا ضاقت الارض على السيسي وجنوده على سعتها، وبلغت ارواحهم الحلوق ، جاء الفرج من حيث لا يحتسب أحد
فأذاعت (داعش) فيديو لذبح 21 مصريا ، فقامت قيامة النظام وغضب رئيسه لدماء المصريين المهدره، وأخرج نسوره لتنتقم للمصريين المغدورين، وفتح النظام صناديق ملابس وديكور مسرحيات الحقبة الناصرية والساداتية نافضا عنها عفن القدم والنسيان ليعرضها أمامنا محضرا روح تلك الأيام البعيدة المملؤة بقداسة الجيش البطل المصطف شعبه خلفه تحت حكم زعيمه الملهم ليرد العدوان عن مصر المقدسه، فكان علينا لكي نحمل صك الوطنية الأقدس وختمها على أقفيتنا أن نقتل المنطق ونذبح الذاكره، ونصدق ان النظام أنتفض لمقتل 21 مصريا في ليبيا، بينما دماء 22 مصريا لم تجف بعد في القاهره لم يسأل عنها احد ، علينا لكي ننحط لمستوى وطنية البرجوازيين الشوفينية تصديق أن الجيش ينتقم غاضبا لمقتل 21 مصريا في ليبيا، نفس الجيش الذي قضى السنوات الأربع الماضية يعتقل المصريين ويقتلهم ويضربهم ويشوههم وينتهك أعراضهم ويمثل بجثثهم ويتبول جنوده على متظاهريهم، ويسخر من رموزهم وقيمهم وأحلامهم وشهدائهم، نفس ذلك الجيش يخرج لينتقم لهم، ينتقم للمصريين المسيحيين الذين قتل منهم نفس هذا الجيش ما يقارب 35 متظاهرا دهشا ورميا بالرصاص في قلب القاهرة في أكتوبر 2011 ، نفس هذا الجيش الغاضب للمصريين المغدورين على أيدي سفاحين( داعش) هو الذي قتل وأحرق ومثل بجثث المئات من المصريين في أعتصامي النهضة ورابعة وقبلهما في أحداث الحرس الجمهوري واحداث رئاسة الوزراء ومذبحة شارع محمد محمود …..إلخ من قائمة الدم الطويلة، نفس هذا الجيش هو الذي قتلت داخليته شيماء الصباغ بدم بارد وسط القاهرة كما قتلت قبلها وبعدها المئات من المتظاهرين العزل في كل مدن مصر، نفس ذلك الجيش الذي أجرى دماء المصريين أنهارا يغضب لتدفق دماء المصريين على يد (داعش) فيخرج لينتقم في عملية عدوانية على شعب جار وشقيق ، مصدرا لنا أكاذيب إعلامه وصحافته فيموت في صدورنا هتاف:
يسقط يسقط حكم العسكر ،
فقدوس هو الجيش الذي ينتقم منا غالبا ولنا أحيانا، ولا صوت يعلو على صوت المعركة، لا مقتل شيماء ولا المئات من أمثالها، ولا الفقر والجوع ولا الفساد والخراب ولا الديكتاتورية والطغيان العسكري، كلها تتراجع بعيدا في خلفية المشهد، وفي المقدمة الجنرال الحنون رافعا سيفه هاتفا : الثأر لشهدائنا الذين قتلتهم داعش
وماذا عن من قتلتهم انت وجنودك؟
من يجرؤ على هذا السؤال؟؟ فهو يخرجك من الوطنية للخيانة ، ومن النور للظلام
فقدوس هو الجيش وقدوس هو زعيمه
وهدر هي دمائنا وعبث هم شهدائنا
فلا صوت يعلو على صوت المعركة
اتركوا عقولكم على بوابات الوطنية، فلا مكان بها لعاقل ولا لصاحب ذاكرة لا تنسى
أهتفوا بأسم الوطن، بأسم الجيش، بأسم الزعيم، بأسم الحرب

لا، ليست حربنا، وليس جيشنا، وليس رئيسنا، ولا باسمنا، ولا برضانا ولا بأمرنا
يسقط يسقط حكم العسكر، لن نخون الثورة، ولن نخون من ماتوا هاتفين بها، ولن نخون الوطن بأن نقبل تمريغ أسمه في مؤامرتكم مع صنيعتكم حفتر
الموت للقتلة والخونة وسافكين الدم.
المجد للثورة وللكادحين وللصامدين على قناعاتهم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق