الأربعاء، 4 يونيو 2014

لماذا لا احقد على الإخوان



سالني صديق في رسالة خاصه: لماذا لا تكره الاخوان وتحقد عليهم وتتشفى فيهم كما يفعل الأخرين؟ رغم كل عدائك الفكري والايدولوجي لهم!!
وأستسمحه في أن أجيبه على العلن
لماذا لا احمل حقدا أعمى وتشفيا لا انسانيا تجاه الاخوان كأﻷغلبية الساحقه من النشطاء السياسيين في مصر، وسأكتفي بعشرة اسباب فقط تجنبا للإطاله والإطناب 


أولا : انا لا فلول ولا مخبر ولا لي علاقه وديه من اي نوع لا بالحزب الوطني ولا بالداخليه، وعليه انا لا أؤمن بأسطورتهم الوهميه حول ان الاخوان هم من احرقوا الاقسام ومقرات الحزب الوطني، تلك الاسطوره التي أخترعها ‫#‏الدولجيه‬ ﻷنهم لم يتخيلوا ان الناس العاديين غير المنظمين سياسيا يمتلكون القدره على إذلال وتحطيم كبرياء داخلية العادلي في 28 يناير، ويزيدون عليها حرق مدرعات الجيش في التحرير حين اكتشفوا دعمها للداخليه،تلك الاسطوره هي ما خلق هذا الثأر المرضي لدى الفلول والمخبرين ضد الاخوان.

ثانيا: أنا لم اتحالف أبدا في أي وقت من حياتي مع الاخوان، او حتى مارست سلوكا سياسيا ودودا تجاههم، لم أشارك معهم في كفايه ولم اتحالف معهم في جبهة التغيير،ولم أشارك معهم في جمع توكيلات البرادعي، ولم اتورط في أي نشاط سياسي من اي نوع كانوا مشاركين فيه قبل الثوره، دائما ما اعتبرتهم أعداء أيدولوجيين وطبقيين وأدنت اليسار الانتهازي الذي تحالف معهم، وعليه انا لا اشعر مطلقا بأنهم خانوني أو باعوني او تخلوا عني كما يشعر من حالفوهم بالماضي وذلك الشعور بأنهم اتخانوا أو اتباعوا هو ما يخلق لديهم هذا الحقد الاعمى،والتشفي اللاأنساني.

ثالثا: رغم اني شاركت في مسيرات أنتفاضة يناير كلها تقريبا،ورغم أني كثيرا ما هتفت : ما تشقوش الصف كلما برز خلاف ما بين المتظاهرين وما بين الاخوان، إلا انني كنت ادرك تماما ان للاخوان أجندتهم الخاصه وتحركهم المستقل عن التحرك العشوائي التلقائي للشارع، وهو أكيد يختلف مع اجندتي الخاصه او أجندة الشارع الضبابيه المرتبكه، وعليه انا لم افكر فيهم ابدا بأعتبارهم رفاق ميدان او رفاق ثوره فلم يكن لدي أي سبب للغضب عليهم او الحقد تجاههم حين افترق طريقهم عن طريق الشارع وتغلبت اجندتهم الخاصه على تحركهم السياسي.

رابعا: انا لم اعتقد ابدا ولا في أي وقت أن الاخوان يعادون المجلس العسكري قدر ما يعاديه الشارع الثائر، وأمنت دائما ان لهم تفاهمات واتفاقات معه، وعليه لم أصدم أو أندهش حين اعلنوا انحيازهم التام له في أكثر من مناسبه.

خامسا: أنا ما رحتش زي العبيط في يناير 2012 عند مجلس الشعب اطالب المجلس بأستلام السلطه وقام شباب الاخوان- بغباء سياسي مخيف المستوى- بكهربتي بالإلكتريك وضربي ﻷني اريد تسليم السلطه للبرلمان الذي يسيطرون هم عليه، ﻷني أولا لا أؤمن بالسلطه البرلمانيه وثانيا لأني كنت ملتزم بموق : لا انتخابات تحت حكم العسكر، وعليه أنا مش زعلان من الاخوان لانهم لا ضربوني ولا كهربوني فلا احمل ضدهم حقدا ولا تشفيا.

سادسا: انا لم اكن من مجموعة (فيرمونت) التي ساندت مرسي في ترشحه للرئاسه، ولحس الاخوان وعودهم لهم فلم يعينوا الاسواني وزيرا للثقافه ولا حمدي قنديل وزيرا للإعلام على سبيل المثال، وعليه انا خالي من أي احساس انهم خدعوني او أشتغلوني أو استعملوني ورموني كما يشعر الكثيرون.
سابعا: أنا لم اعصر ليمونا ولم اشارك في الانتخابات الرئاسيه الاولى، ولم اعترف بها ولا بنتائجها، وهي لا تعنيني، ولم اتعرض للتهميش والاضطهاد بعدها كما حدث لكل التنظيمات السياسيه العاصره لليمون، فلم يمتلىء قلبي حقدا على الاخوان وكراهية عمياء لهم.

ثامنا : أنا لست مصاب بالهسس والبارانويا العقليه المصاب بها من يسمون أنفسهم ملحدون أو عقلانيون أو علمانيون والذين كانوا يرتعبون من نباح الملتحين الذين يهددون بالويل والثبور وعظائم الامور، ﻷني رأيت بنات ونساء الحي الذي أسكن فيه يمنحون شلة شباب سلفي أعلنت نفسها جماعة امر بالمعروف علقه بالشباشب لن ينسوها أبدا، كما اني اعلم درجة سيطرة الامن على الحركه السلفيه عموما وانهم لا يفعلون شيئا إلا بأوامر الباشا، والموضوع كله محاولات للتخويف، والاخوان الذين اقاموا حفلا برعايتهم في الغردقه غنت فيه مغنيتان ترتديان أشياء لا ترتدى سوى في غرف النوم ليسوا بطالبان ولا حتى ملالي ايران، وعليه انا لا احمل حقدا مسموما تجاههم يدفعني للتشفي في ما يتعرضون له من مجازر.

تاسعا: نحن الاشتراكيين التحرريين لسنا فرافير ولا عيال سيس، وفي كل مره أصطدمنا فيها كحركه أو أصطدمت كشخص مع أخوان أو إسلاميين أو متعاطفين معهم خرجنا منتصرين و(حطينا عليهم) فلسنا مهزومين ولا مضروبين ولا مهانين لكي نتشفى فيهم او نفرح لمصيبتهم الثقيله.

عاشرا: أنا ادرك واؤمن تماما ان الفاشية العسكريه هي اسوأ وأبشع وأظلم ما يمكن ان يحدث لمجتمع، والحقيقه انه لا فاشية دينيه دون فاشية عسكريه تساندها وتدعمها وتلبس عبائتها، والحقيقه انه لا يوجد تيار إسلامي في مصر جاد أو متماسك بما يكفي لتأسيسي فاشيه دينيه ولن يكون خاصة وسط شعب هو بطبعه ليس بالمتدين بما يكفي لإبتلاع مرارة الفاشيه الدينيه، انا الفاشيه العسكريه فلها تنظيماتها التي تدعمها وتروج لها، رغم تفاهة تلك التنظيمات او المؤسسات وخوائها الذي يجعلها صورة كوميدية كسيحه من الفاشيه العسكريه التي يعرفها العالم.
عرفت ليه انا لا احمل حقدا اسود وتشفي لا انساني بالأخوان، ولا اكرههم بكل تلك الهستيريا والبشاعه؟

هناك تعليقان (2):

  1. لا ادرى لماذا اشعر ان مدونتك القديمة اجمل وارق واعمق من هذه المدونة ربما لارتباطى الوجدانى بها بها على العموم الف مبروك والف مبروك لقناتك على اليوتيوب انا احد متابعيك عليها
    وحيد جهنم

    ردحذف
    الردود
    1. صديقي العزيز وحيد جهنم، بجد أفتقدتك كثيرا جدا، وسعيد جدا ان عاد تواصلنا مرة اخرى بعد كل هذا الوقت، طبعا يا عزيزي هذا زمن مختلف، هذا عالم مختلف :-)

      حذف