الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

خطابات مفتوحه لصديقي الاخواني، الخطاب اﻷول.

عزيزي الاخوانجي، اسمح لي - بعد أذنك- ان يكون خطابي إليك مفتوحا وليس شخصيا، ع اﻷقل ﻷنه يتعلق بشأن عام وليس شخصيا.

أولا أسمح لي بأيضاح نقطة مهمه، نحن الاناركيين لسنا سذجا ولا قليلي الخبره، ولسنا بالتأكيد كتاكيت اليسار البرجوازي الذين فرحوا بقبلات وتشجيع السلفيين والاخوان حين نزلوا معكم في التحرير قبل غعلان نتيجة إنتخابات الرئاسه دعما لمرسي - نحن قاطعنا تلك الانتخابات كلية وأعتبرنا المشاركه فيها خيانه للثوره لو لم يصلك موقفنا- ، كما أنني أؤكد لك أنه رغم إدراكنا العميق للمصير الأسود الذي وجهه الشيوعيين الأيرانيين بعد تحالفهم مع نظام الخوميني الديني من تنكيل وإباده، إلا ان هذا التاريخ ليس ما يحدد وجهة نظرنا، فنحن نعلم ان الاخوان المسلمين ليسوا تنظيم الخوميني، ونحن على كل حال لسنا حزب توده الشيوعي، الحقيقه والواقع انني لن الومك نهائيا على البلاغ المقدم في أنا شخصيا للنيابه في أواخر 2011، كما لن الومك على مانشيت الحريه والعداله في يناير 2012 عن الاناركيين الذين يريدون إحراق البلد، ففي المواقف السياسيه لا يوجد لوم، ففي النهايه أنت كيمين راسمالي رجعي سلطوي تمثل كل ما أناضل ضده وأعتبره معاديا، وأنا كشيوعي لا سلطوي ضد الرأسمالية وضد الدوله أمثل كل ما تكرهه وتعاديه أنت، تلك مواقف سياسية وايدولوجيه قائمه ومستقره ونهائيه، وكل ما فعلته ضدي مبرر، وكل ما فعلته ضدك كان واجبي.

أزيدك من الشعر بيتا وأقول أنني لا اشارك من يقولون بخيانة الاخوان للثوره موقفهم، بل والومهم عليه، فالخيانه لا تكون إلا لشىء أنت منتم إليه، وأنتم لم تكونوا منتمين للثورة إلا ككتلة ضخمه كان من المستحيل تفاديها أو الخلاص منها، كما من المستحيل الخلاص من الفيل الذي يحشر نفسه وسط قطيع الظباء، ستستمر الظباء في الركض محاولة الا يدهسها الفيل الذي يركض وسطها ﻷسبابه المختلفه ومساره المغاير، وأنا لا ألومك الحقيقه ولا الوم الاخوان على إجتماعهم بعمر سليمان، ولا على منع إنفجار الميدان بعد أنتهاء موقعة الجمل، ففي النهايه كان الاخوان جزءا أصيلا واساسيا من النظام لسنوات طويله، ولهم معه تفاهمات وتحالفات وخلافات وصدامات، كما كان بين كل أجنحة النظام حتى أكثرها أنتماءا للحزب الوطني- ولا تخفى على فطنتك السياسيه المعركه الضاريه بين مجموعة مبارك وبين الحرس القديم- إذا كان للأخوان يحافظوا على مصالحهم ومكتسباتهم السياسيه والأقتصاديه ويحاولون إستغلال الموقف ليحوزوا الكم الاكبر من المكاسب ، وغلا فهم ليسوا تنظيما سياسيا على الإطلاق، أنت لم تخن الثوره، ﻷنك لم تكن معها، ع الأقل لم تكن مع الثورة التي شاركت أنا فيها ودفعت من أجلها، كما لن الومك على ايا ما فعلته فيما تلى ذلك، ﻷنك ببساطة كنت تدافع عن مصالحك وتفاهماتك وتحالفاتك، وفرصتك التاريخيه الأسطوريه في تولي السلطه أخيرا إلى جانب جنرالات طنطاوي المتهالكين.

يتهمونك أنك (إقصائي)؟ وهذه تهمة مضحكة أخرى لا أتفق معها، بل واسخر من السذج الذين يرددونها كالببغاوات، لست أقصائيا يا عزيزي بل مجرد مفاوض ومناور عدواني، وذلك مفهوم غير معترف به غالبا وسط الهواه الذين يتعاطون السياسه بمصر، فلست مدانا ﻷن من حالفوك سذج بلهاء يمارسون السياسه بمنطق قعدة العرب وكلام الرجاله عقد، ففي السياسه السلطويه لا توجد تلك الاخلاق المسطحه ولا المفاهيم الساذجه، ثم انهم - ولبلاهتهم- قللوا من ذكائك وإدراكك انهم حفنة من التافهين الإنتهازيين القابلين للإستخدام المؤقتن وانهم فعلا بلا حول ولا قوه، وان قدرتهم محدودة جدا على تغيير مسار المعادله، التي كنت أنت قد ضمنتها فعلا بتفاهماتك مع القوه الأساسيه المتحكمه والتي يرجو الجميع رضاها ويهابون غضبها- الجميع عدا حفنة من الثوريين الحقيقيين- ألا وهي المؤسسه العسكريه، أجزم أن من يتهمونك بالإقصائيه لو كانوا أقوياء فعلا ولهم ثقل بالشارع ما خسروا التحالف معك، لكنهم كانوا كالمقامر الذي لا يمتلك اي أوراق فائزه، هو مجرد (كمالة عدد) على الطاوله لكي ينعم اللاعبين الرئيسيين بلعبتهم، أنت لست أقصائيا يا عزيزي، وتلك ليست تهمه، بل ميزة أتباهى بها، أنا أقصائي ﻷنني أشتراكي تحرري لا اؤمن سوى بالثوره كطريق للتغيير، والثورة فعلا إقصائي بطبيعتها وفي صلب تكوينها، اما أنت يا صديقي فإصلاحي تفضل التفاوض على الصدام والحلول الوسط على المواقف المطلقه، وليس ذنبك أنك بطل الجمهوريه في الملاكمه وأشترك في اللعب ضدك حفنة من المقيمين بمستشفى المعموره للأمراض الصدريه.

لكن هنا يا عزيزي يظهر خطأ أستراتيجي فادح ارتكبته أنت وقد خانك ذكائك وحذرك، فقد تخليت عن كل هؤلاء الكسيحين ظنا منك أنك لم تعد تحتاجهم بعد أن أصبح لك حكم مصر وتحت قدميك كنوز الفراعنه :-) ، لكنك نسيت أن تلك الحفنه من الكسيحين هي بمثابة بهارات الشرعيه على اي تحرك سياسي، أصبحت انت طعاما بلا نكهه، وهم أضيفوا على طبخة الفلول العفنة المكونات فمنحوها الطعم والرائجه، كما تمنح البهارات الرائحة الجذابة للقمامه التي يبيعونها على عربات الكبده بالشوارع الخلفيه لمحطة مصر ، تلك اﻷقليه الكسيحه التي تركتها في العراء، تبناها الفلول بسهوله، وبسببهم أستقطبوا أغلبية (الثوريين) الذين يفتقدون كلية لأي وعي سياسي ولا يمتلكون سوى حماسة فطريه وعاطفة مشبوبه، هم لم يشيطنوك يا عزيزي، أنت من شيطنت نفسك، أنت من فرحت بموقعك ما بين الجندي والشرطي، ونسيت أنك حين تقف وسطهم لا تصبح مثلهم، بل تصبح اسوأ، تصبح الغراب الذي قلد مشية الطاووس، فلا العسكر قبلوك ولا الشارع الثوري بقى في صفك، بل أرتكبت خطيئة تكتيكية أخرى بمحاولاتك الظهور بمظهر الشريك الشرس للعسكر والداخليه، ما ينفعش يا صاحبي، يا تتواطأ مطلقا يا تصطدم مطلقا، الهزار مع التمساح أخرته معدته ، ودول عيال قتالين قتله بتغز مش بتشرط .

عموما لقد افرطت في طول هذا الخطاب ، وافرطت في الحديث فيه عنك، وهو ما يحتمه أدب المخاطبه، أن أبدأ بالكلام عن المرسل إليه، وفي خطابي التالي أسمح لي أن أتكلم أكثر عن نفسي وموقفي أنا

تحياتي ومحبتي.



هناك 6 تعليقات:

  1. تأدبت مع من لا يتأدب

    ردحذف
  2. " لست أقصائيا يا عزيزي بل مجرد مفاوض ومناور عدواني، وذلك مفهوم غير معترف به غالبا وسط الهواه الذين يتعاطون السياسه بمصر، فلست مدانا ﻷن من حالفوك سذج بلهاء يمارسون السياسه بمنطق قعدة العرب وكلام الرجاله عقد،"......صح..فاكر لما الجنرال العصار فى أول ظهورله فى العاشره مساءً قال أنتوا مش واثقين فينا ولاأيه..ولم ينطق أحد..وكأننا بنبيع عربيه مستعمله لأبن الجيران

    ردحذف
  3. بالظبط كده، رغم ان السياسه أساسا مبنيه على عدم الثقه، لذلك توضع القوانين والدساتير والتعهدات والأجهزه الرقابيه وحرية الصحافه ...إلخ، بس أحنا عايشين بوعي عصر الكهف.

    ردحذف