الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

خطابات مفتوحه لصديقي الاخواني، الخطاب الثاني

عزيزي الاخوانجي
تحية طيبة وبعد/
اتمنى الا اكون مثقلا عليك بخطاباتي هذه، وأتعشم أن لا تجد مربكةن فالحقيقة انني اكتب عفو الخاطر وأترك لذهني العنان، دون تريب أو تخطيط مسبقين، عن ماذا سأكلمك عن هذه المره؟
عن محمد مرسي، او بالاحرى عن سقوط محمد مرسي

لنبدأ من البداية الاولى، منذ أعلن المرشد محمد بديع أن الاخوان لن يقدموا مرشحا للرئاسه، وعلى عكس ما يقول البعض فلا اظنه كان يناور أو يخادع، بل صدق الرجل، فلم يكن لديكم مرشحا للرئاسه، ولم تكونوا مستعدين لذلك، وهو ما يجعلني أتسائل : ما الذي تغير حتى تقررون فجأة ان تنخرطوا في اﻷنتخابات الرئاسيه؟ وهو لغز من بين الغاز عده، الحقيقه انني طوال الوقت سأكون كالتائه وسط متاهة أسطورية من الغموض والاحاجي والألغاز الغامضه، اقصد طوال وقت تحدثي معك عن موضوع الرئاسه.
أين كنا؟، نعم، لم يكن لديكم مرشح للرئاسه
وفجأة أعلنتم عن ترشح خيرت الشاطر، يا عزيزي خيرت الشاطر لم يكن يصلح مطلقا مرشحا للرئاسه، أنا لا اقارنه ببقية المرشحين فكلهم بلا أستثناء لم يكن يصلح لرئاسة ساحة شعبيه ريفيه، حتى برادعيهم الذي نكص عن الترشح، انا لا أطعن في شخصية خيرت الشاطر، من وجهة نظرك هو كادر وقيادة ومناضل ونائب للمرشد، تعرفه جيدا وتألفه وتتضامن معه- أفترض ذلك طبعا- لكني أصدقك القول أني لا أذكر أني سمعت صوته أبدا، ولا أذكر أنني رأيت له تسجيل فيديو حتى، وأعترف ان صورته تختلط في ذهني بصورة أحد انسبائي الذي يشبهه كثيرا- وهو أخواني الهوى كذلك- خيرت كان بالنسبة للناس شخصية غامضه، مجهوله، لا يعرفون عنه شيئا، لغز ملفوف في الغموض مخبأ في اللامعرفه، قارنه بكثافة ظهور مرشحين الرئاسة جميعا على الفضائيات ليلا ونهارا، أحاديثهم- وكلها لغو- إلحاحهم على التعريف بأنفسهم، حتى شخصيه قراقوزيه مسطحة تافهه ومشبوهه كابو إسماعيل لم يخلق أسطورته إلا كثافة ظهوره على الفضائيات حتى الفه الناس ثم ملوه ومجوه، لكن خيرتك يا عزيزي بقي مجهولا، غامضا، وهو أختياره الذي لا الومه عليه، لكنه اختيار لا يصلح لمرشح للرئاسه أبدا، وكما قيل قديما الناس أعداء ما يجهلون، وغموض خيرت سهل مهمة شيطنته وتحويله للبعبع الذي يزحف في الظلام عشان يطلع لنا على غفله يخضنا، والحقيقه كان كثير على الناس ان تطلبوا منهم انتخاب مرشح الاخوان لمجرد أنه مرشح الاخوان، حتى لو كان شخصية مجهوله غامضه، لماذا تم اختيار خيرت؟ ذلك لغز أخر في غابة الالغاز التي أحكي لك عنها في هذا الخطاب.



وإليك لغز أخر، رفض ترشح خيرت الشاطر بسبب الحظر السياسي عليه، الم تكن تعلم ذلك؟ أم أن العسكر وعدوا بإسقاط الحظر ثم أخلفوا، أم كانوا سيسقطونه وتدخلت جهة ما لمنعهم؟؟ لا ادرى حقيقة، هنا يزداد الغموض وتتلاشى الاضواء وتتعاظم الظلال، وانا أدخل غابة الغموض المسحوره، كان البديل هو (محمد مرسي)، مين محمد مرسي؟ كان هذا أنطباعي الأول حين سمعت بترشيحه، شخص أخر مجهول لنا ومعلوم لك تأتي به من غياهب اللامعرفه لتقدمه كمرشح للرئاسه، والله حرام بجد، ما ينفعش ، المجهول البديل محمد مرسي، مرة أخرى خطأ تكتيكي.


جملة أعتراضيه: أعتدت دائما ان أصف الاخوان بأنهم عباقرة تكتيك لكنهم غائبون استراتيجيا، انتم تجيدون الخطوات لكنكم تسيئون تحديد الهدف النهائي.

 كان محمد مرسي خطأ تكتيكي كبير، المجهول الباهت- بالنسبة لنا- الذي يأتي كبديل للقيادي اللامع، كان من السهل دمغه بأنه (الأستبن) وهو توصيف لم يكن بعيدا جدا عن الحقيقه، فهو البديل، ولترميم ثلمة أنه (احتياطي) وليس اساسي، اخترعت مشروع النهضه، الذي كان كالجن والعفاريت نسمع عنه وعن أسطوريته ولا نراه ولا يمكننا لمسه أو شمه أو تذوقه، ليصبح مرسي حاملا لمشروع، إنه ليس إنسانا وليس مرشحا، إنه مجرد (حامل) لمشروع، ألم تكن تروج له هكذا؟ لماذا تنتخب شخص بينما يمكنك أن تنتخب مشروعا؟ هذه مصر يا عزيزي وليست جمهورية الفلاسفه والمفكرين لو لم تكن تعلم، الناس ينتخبون أشخاصا في مصر لا برامج لأنهم لم يعتادوا البرامج ولا يصدقونها وﻷن أغلبهم لا يفقهها ولا يفهمها،

الحقيقه ان مرسي كان بطة عرجاء منذ ترشحه، وكل محاولاتك التجميليه لم تنج في تحويله لنسر كاسر ولا حتى طاووس مختال، نعود للمشكلة الاصليه يا عزيزي، انه لم يكن لديك مرشح للرئاسه، وانك أضطررت بالبلدي (تلكلك) مرشح وحمله أنتخابيه.

الحق أقول لك وبكل صراحه، لو نجح أحمد شفيق لكان افضل لك، كانت المشاكل الاقتصاديه التي حطمت مرسي ستسقط على رأسه هو، مع شارع ثائر رافض له سيشتبك بكل عنف وعدوانيه مع الفلول والنظام حين يدافعون عنه، وستكون أنت الفيل الذي يقود قطيع الظباء، كنت ستصبح علامة الثوره ورايتها شئنا أم ابينا، والصراع سيمنحك الوقت لبلورة مرشح ذو جماهيرية ستقدمه بأعتباره الثوري الجسور الذي خاض الصراع ضد المرشح الفلول، لم يكن شفق ليصمد أطول مما صمد مرسي، ووقتها كنت ستصل للحكم بأعتبارك قائد الثوره لا متأمر مع العسكر
( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) صدق الله العظيم.

لكن قدر الله وما شاء فعل، ونجح محمد مرسي، وسأتجاوز هنا عن الملابسات والشكوك حول نجاحه، فتلك بقعة شديدة دكنة الظلام لا أمن التوغل فيها بما قد يقبع بداخلها من مخاطر وأفخاخ، وقانا الله واياك.

وإلى خطاب ثالث أصارحك فيه برايي في رئاسة مرسي ومن أسقطه وأحاول الإجابه على سؤال: كيف تلاشت شعبيتكم وولدت مكانها كل هذه الكراهيه.
فإلى لقاء
تحياتي ومحبتي

هناك 3 تعليقات:

  1. صديقك ليس بواعٍ و أنت حسن الظن كثير

    ردحذف
  2. هو المقال دة أقل من الاتنين اللي فاتو، بس كان لازم يبقى فاللوحة جزء خلفيه (باكجروند) فيه تفاصيل بسيطة بس وجودها مهم لتكميل الصورة.

    ردحذف